الإنتخابات..التقاسم..التقسيم واللبننة.. بقلم ضياء الوكيل*

الإنتخابات العراقية تُبحِر في سفينةٍ مثقوبة ووسط مياهٍ مفخخة بالتحايل السياسي والمناورات وتبادل الأدوار ولا شك أنها فقدت عذريتها بعد أن تحولت من وسيلة للتعبير عن الإرادة الحرّة والإنفتاح واللحاق بقطار العصر والمستقبل إلى غطاء للتلاعب بالرأي والعودة للمحاصصة والطائفية والفشل وإن بأساليب سياسية مبتكرة ..

وعلى الرغم من ذكاء ووعي وفطنة العراقيين في كشف الخداع وإن كان معسولا بزبد الوعود وجميل الكلام إلا أنهم يتعرضون لضغوط إعلامية وسياسية هائلة تفوق طاقة البشر على التحمل وربما تنتزع ما تبقى من قدرة على التركيز والقرار وهذا ما يضع الجميع أمام أزمة الإختيار والمشاركة في الإنتخابات أو الإنصراف عنها وكلاهما خاسر..!!

أذن ما الحل ..؟؟

لا حلول في الأفق وهذا الخليط غير المتجانس وخلط الأوراق يخدم أهداف سياسية تكرس بالنتيجة الطائفية والمحاصصة والمناطقية وحكم العوائل والمقاطعات والتوريث والعشائر والفشل في بناء الدولة الحديثة والإنتقال من تقسيم العراق الذي فشل بتضحيات العراقيين إلى تقاسمه بين فرقاء العمل السياسي على الطريقة اللبنانية…!!!

والسؤال هنا..

 هل ستصمد عوامل المناعة في الجسد العراقي على مواجهة هذا المرض العضال الذي أنهك قواه وأرهق حيويته ونشاطه..؟؟ أم أنه سيترك المزيد من العاهات والندوب والرضوض على روحه المتعبة..

ورغم أن هذا السؤال فيه تطاول على الغيب تحفّهُ المحاذير ورغم أني لا أقطع بالفشل أو الأحكام المسبقة إلا إنّها الحقيقة المُرّة التي لا يمكن التفاؤل معها..

( إن أردت الترويج لبضاعة رديئة فعليك أن تغرق السوق ببضاعة أردأ منها)

*مستشار إعلامي وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع العراقية

شاهد أيضاً

حكمتُك يا رب.. بقلم ضياء الوكيل

أعرف أن أولادنا هم أبناءُ الحياةِ وبُنَاتِها، وهم رسائل حيّة نبعثها الى زمنٍ لن نراه، وإن كانوا معنا وهم فتيةٌ وصغار، فلهم حياتهم عندما يكبرون، وإنّها لحكمة عظيمة، وسنّة ما لها تبديل، حكمتك يا رب، وهي رحمة وسكينة..