النيران الصديقة ليست صديقة..!! قراءة تحليلية لما جرى في البغدادي..!! بقلم المستشار ضياء الوكيل

الحادث الدموي الذي شهدته منطقة البغدادي في الأنبار فجر السبت 27 ك2 2018 وأودى بحياة عدد من رجال الشرطة والحشد العشائري وجرح آخرين بنيران القوات الأمريكة المشاركة مع القوات العراقية في عملية أمنية استهدفت أحدى القيادات الإرهابية في ذلك القاطع لا زال يكتنفه الكثير من الغموض والإلتباس والبيان الرسمي أحال الموضوع الى التحقيق ولم يقدم تفسيرا يفكك شفرة ما حدث ومن جانبنا نقدم قراءة تحليلية أولية اعتمادا على ما جاء في الرواية الرسمية وكالآتي:

القوات العراقية شرعت بتنفيذ عملية أمنية خاطفة وبسرية تامة نظرا لخطورة الهدف وقيمته الاستخبارية وبناءا عليه تجنبت اشعار الجهة الأمنية في تلك المنطقة ونقصد ( الشرطة المحلية والحشد العشائري) لتأمين المباغتة وذلك من وجهة نظرنا وارد في العمل الأمني إن كان في مصلحة العملية ويضمن نجاحها ويحمي ارواح المقاتلين المشاركين فيها.. ولكن المفاجأة أن تلك الجهة ما أن علمت بالعملية حتى أسرعت في التوجه برتل عسكري الى المنطقة المستهدفة وهذه القوة وصفها البيان الرسمي ( مسلحين) ومن هنا تبدأ القصة الدموية التي اتخذت شكل الثغرة المميتة والنهاية السائبة التي لم تُحسب كما ينبغي في خطة العملية وتسببت في ارباك  الموقف والدليل أن التعاطي معها تم بالعنف والنار  مما تسبب في سقوط  8 شهداء وعدد من الجرحى في صفوف الشرطة والحشد العشائري وبالتالي غطت الحادثة على العملية وأفسدت النتيجة…

وكان بالإمكان تحاشي هذا الإحتمال بتبليغ قائد القوة المحلية بالعملية قبل وقت قصير وبشكل محدود وسري إلا إذا كانت القوات المنفذة لا ترغب في ذلك لأسباب ذات خصوصية أمنية لا زالت بحاجة الى توضيح لأن الغموض  قد يرجح تفسيرا آخر يصفه البعض (بغياب التنسيق أو عدم الثقة)… وفي كل الأحوال فأن كل الأعذار لا تبرر سقوط شهداء وجرحى من الأجهزة الأمنية ونجاح المهام والواجبات والعمليات الأمنية تقاس بقدرة التنفيذ بأقل ما يمكن من الخسائر والتعاطي بنجاح وضبط النفس مع أسوأ الإحتمالات وهذا لم يتحقق في العملية المذكورة…  

مستجدات الموقف:

بعد كتابة هذا التحليل المقتضب وردت أنباء عن استشهاد العقيد عبد السلام عبد الله أحمد العبيدي مدير شرطة البغدادي متأثرا بجراحه التي أصيب بها خلال لحادث…رحمه الله وكل شهداء العراق والشفاء العاجل للجرحى والمصابين بأذن الله تعالى..

   

شاهد أيضاً

Dead Angles.. بقلم ضياء الوكيل*

ندعو السيد رئيس الوزراء والحكومة مع الاحترام.. إلى إعادة النظر في القرار أو إلغائه وفي ذلك مصلحة عامة ستنعكس ايجابا على الأسواق، وعلى حياة المواطن العراقي وظروفه الصعبة، وهو هدف وغاية وأساس التشريعات والقوانين..