قرار ترامب.. طابخُ السمّ آكِله..!! بقلم المستشار ضياء الوكيل

قرار ترامب المجحف والجائر بنقل سفارة بلاده الى القدس المحتلة ليس إلا عملية تسديد لفواتير ووعود انتخابية مستحقة الدفع وتم تسويتها بطريقة المقايضة في موضوع السفارة ولكن على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني .. أن هذا القرار الإنتهازي المنحاز لصالح الاحتلال والعدوان الصهيوني والذي يفتقر الى الغطاء القانوني والشرعي والأخلاقي ستكون له تداعيات خطيرة وعواقب وخيمة على الأمن والسلم الدوليين ومن الحكمة عدم الاعتراف به دوليا لانتهاكه قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالصراع العربي (الإسرائيلي) وخلاف ذلك فأنه سيخل بالتوازن الهش والقلق في المنطقة وسيشعل المزيد من الحرائق ويجهز على ما تبقى من آمال في إمكانية احلال سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط وفلسطين العربية…    

إن هذا القرار الظالم يستفز مشاعر المسلمين ويوقظ فيهم روح المقاومة والدفاع عن المقدسات الاسلامية بل أنه ينفخ الروح في جسد التطرف والكراهية للغرب ويمنح الإرهاب طوق النجاة بعد هزائمه الأخيرة وينذر بأغراق العالم بأجيال من الإنتحاريين والارهابيين والفوضى..  وسيكتشف ترامب وإدارته أنه ارتكب خطأ استراتيجيا كبيرا بهذا القرار الجائر الذي ينذر باشعال خطوط التماس بين الحضارات والأديان ويؤجج الصراع العقائدي والتوتر والعنف المدمّر.. والمصالح الأمريكية والغربية ليست بمنأى عن مخاطره وتحدياته التي تستعدي العرب والمسلمين والمسيحيين على حد سواء وعندها سيعلم ترامب أن ما ينفع في التجارة ليس بالضرورة يصلح في السياسة وان مقدسات الشعوب وحقوقها لا تقبل المساومة والمقايضة والصفقات المريبة… وعلى العرب الترجل من قطار التسوية الأمريكي والبحث في البدائل المتاحة وفي مقدمتها مقاومة الاحتلال ونتائجه بكل الوسائل المشروعة أما القدس فستبقى مدينة عربية ترفض الرضوخ لمنطق العدوان مستظلة بأرث تاريخي عميق من التعايش والسلام والمحبة …

 

شاهد أيضاً

حكمتُك يا رب.. بقلم ضياء الوكيل

أعرف أن أولادنا هم أبناءُ الحياةِ وبُنَاتِها، وهم رسائل حيّة نبعثها الى زمنٍ لن نراه، وإن كانوا معنا وهم فتيةٌ وصغار، فلهم حياتهم عندما يكبرون، وإنّها لحكمة عظيمة، وسنّة ما لها تبديل، حكمتك يا رب، وهي رحمة وسكينة..