خطورة النوم على وسادة الحليف.. وثمن اللعب مع الأقوياء ..!!؟؟ بقلم المستشار ضياء الوكيل

اكتشف السيد مسعود البارازاني متأخرا خطورة الثقة المطلقة بالحليف والنوم على وسادته المليئة بالأشواك والخيبات والشكوك والمرارة..

وهو يدرك الآن أنّه يدفع ثمن اللعب مع الأقوياء والقراءة الخاطئة للمعادلة الجيوسياسية المعقّدة والحساسة في المنطقة .. ربما نسي أن الحليف القوي قد يساعدهُ ويقف معهُ وربما ينقذهُ من مأزق أو أزمة ولكن مقابل ثمن عليه تسديدهُ وفي مقدمتهِ أن ينصاع لمشيئتهِ وبنود أجنداتهِ وشروطه وأن يضبط مخاوفه وطموحاته على ايقاع خطواته وبالنهاية الحليف ليس جمعية خيرية..!!

الأمريكان ينحازون لمصالحهم التي وجدوها مع الحكومة المركزية وهكذا الأتراك والايرانيين والروس رغم المغريات المادية والمشاريع والاستثمارات الضخمة التي قدمت لهم على حساب مصالح الاقليم والعراق…

لا يمكن فهم خراب الأمم إن لم نفهم أوهام القادة وجوعهم العميق للسلطة ونزعة الحكم والتفرد والزعامة… الأقليم خسر الكثير من المكاسب التي حققها عبر عقود من الزمن في أزمة الاستفتاء ولم يجني الشعب الكوردي شيئا من الأصدقاء والحلفاء غير الخذلان وضياع الأمل ودوامة لا تنتهي من الأزمات.. متى يستفيد القادة من دروس التاريخ  ولا يقامروا بمصائر شعوبهم المظلومة ومستقبلها بناءا على حسابات خاطئة ورهانات خاسرة ووعود كاذبة…

لا يمكن القول في هذا الموقف إلا أن الأمرَ جلل والرجالُ صغار .. لقد أضاعوا قضية الشعب الكردي ومكاسبه وآماله وطموحاته في مقامرة سياسية فاشلة كادت أن تشعل حربا بين الأخوة وتمزّق خيمة الوطن وتدفع البلاد نحو هاوية التفكك والإنقسام والاقتتال والإنحدار الكبير..

إنّها محنة وقضية كردية تاريخية كبيرة تقودها زعامات قبلية مشيخية صغيرة..

شاهد أيضاً

Dead Angles .. بقلم ضياء الوكيل*

عندما تسود لغة القوّة والتسلّط، تضمر أسباب الحكمة والمنطق، وتُحْشَرُ السّياسة في ماسورة السلاح..