الثاني من آب عام 1990 (في الماضي الخبرة والعبرة) بقلم المستشار ضياء الوكيل

 اليوم هو الثاني من آب الذي يعود بالذاكرة الى 27 عاما مضت وبالتحديد الى عام 1990 حين وصلت الأزمة بين الجارين الشقيقين ( العراق والكويت) الى نقطة اللاعودة وانحدرت الأزمة بينهما الى هاوية الصدام واستخدام القوة واقتحام الجيش العراقي للكويت واحتلالها في حدث غير مسبوق في تاريخ العلاقات العربية العربية، إنه اليوم الذي أعلن فيه فشل وعجز السياسة والسياسيين في ايجاد حلول وسط وتسويات واقعية للمشاكل العالقة بين البلدين… ذلك الفشل الذي استدرج اليه طرفي النزاع ليتوسع ويشمل المنطقة كلها ويفتح الأبواب على مصاريعها لدخول القوى الكبرى على خط الأزمة الخطيرة والتي استثمرت ووظفت لخدمة أجندات غربية وأمريكية أدخلت المنطقة في دوامة من الصراع والتوتر والعنف وأدت الى تدمير العراق وحصاره ومن ثم إحتلاله والإجهاز على ما تبقى من مرتكزات وجوده وتحويله الى دولة فاشلة مما أدى بالنتيجة الى خلل واضح وخطير في مناسيب القوى السياسية والعسكرية وتوازناتها في المنطقة..

الثاني من آب عام 1990 عرّض العلاقات بين الدول العربية الى انقسامات حادة وتسبب بجروح غائرة وعميقة في الجسد والحلم العربي ورهن ارادة الأمة ومقدراتها ومصير شعوبها للوصاية والهيمنة الأجنبية… لا شك أن وطأة الماضي ثقيلة على الحاضر ولكن علينا الإستفادة من دروس الماضي حتى لا ينحرف بنا المستقبل ففي التاريخ الخبرة والعبرة..

شاهد أيضاً

Dead Angles .. بقلم ضياء الوكيل*

عندما تسود لغة القوّة والتسلّط، تضمر أسباب الحكمة والمنطق، وتُحْشَرُ السّياسة في ماسورة السلاح..