ما لَم يُعلَن في زيارة العبادي لواشنطن…

ضياء الوكيل/ مستشار ومتحدث عسكري سابق للقوات المسلحة

15 نيسان 2015

بغض النظر عن الاهداف المعلنة لزيارة الدكتور حيدر العبادي لواشنطن،  فالحقيقة أنّ للزيارة أولويات أخطر وأهم.. وأولها سعي سياسي حثيث لرئيس الحكومة نحو تحجيم الخلاف ورأب التصدع الذي شهدته العلاقة بين بغداد وواشنطن لأسباب تتعلق بأدارة ملف العمليات والمعارك ضد تنظيمات داعش، وحقيقة الخلاف الذي اتسع مؤخرا بدأ بعد اعتراض واشنطن على توقيت معركة تكريت وتقديمها المشورة للحكومة العراقية بتأجيل المعركة أو التريث بها معللة ذلك بما وصفته بالجاهزية والأستعداد القتالي للقوات العراقية، وما يحسب للحكومة العراقية قرارها الوطني في خوض المعركة بمعزل عن تلك المشورة مما أدى الى ايقاف الاسناد الجوي للتحالف وبالتالي توقف العمليات أكثر من مرة الى أن استجابت واشنطن على مضض لطلب الحكومة العراقية واستأنفت الطلعات الجوية (بطريقة المبضع وليس المطرقة) وسط اعتراضات من بعض الفصائل المشاركة في القتال.. واستطاعت القوات العراقية بمساندة الحشد الشعبي من تحقيق نصر مهم وانجاز عسكري كبير في المعركة ضد الارهاب، ولكن الأحداث التي أعقبت التحرير وزعمت بحدوث (انتهاكات) أثارت استياء واشنطن مما أضاف نقطة خلافية جديدة للعلاقة التي شابها الكثير من الجدل والتحفظ والاعتراض…

هذا أولا أما ثانيا فأن واشنطن اقترحت أن تكون الموصل الخطوة التالية لما بعد تكريت لاسباب وصفتها بالعسكرية والسياسية والجغرافية.. إلا أن الحكومة العراقية قررت اختيار الانبار للمعركة القادمة ،مما دفع واشنطن التي عبرت عن اعتراضها الى التحذير من المجازفة بالنتائج ومن اشراك الحشد الشعبي في تحرير الانبار عبر مقالات نشرتها على صفحات النيويورك تايمز القريبة من الإدارة الأمريكية، وهذا يعني ان الدعم والاسناد اللوجستي والاستخباري والجوي أصبح مرهونا بالموقف السياسي للادارة الامريكية وقناعتها التي تستند الى رؤية ما تصفه ( الشراكة مع العراق في ادارة ملف الحرب ضد الارهاب وضرورة التفاهم والتوافق بين الطرفين في الدعم والقرار..)، وبالتالي فأن عمليات التحرير تمر بمخاض صعب وعسير واحتمالات قائمة وربما مفاجئة فيما يخص الدعم الامريكي مما يقتضي البحث في صيغ جديدة للتعاون والتنسيق لضمان نجاح المعركة القادمة..

 إنّ السيد العبادي الذي (أقرّ بحدوث انتهاكات) خلال العمليات في تكريت ووعد بمحاسبة مرتكبيها يواجه مهمة سياسية صعبة خلال زيارته الحالية لواشنطن.. ترتكز على حنكته وقدرته في اقناع الادارة الامريكية وصقورها بالآتي:

  1.  سيادة واستقلال القرار الوطني العراقي  
  2. الاجماع الوطني المتحقق في حكومة الشراكة ..
  3. أهمية تقديم السلاح والإسناد للعراق لنجاح الحرب على الارهاب

كل ذلك وسط شكوك امريكية تنظر بعين الريبة للدور الايراني في العراق وتحتاج الى ضمانات من الحكومة العراقية بأن( لا يوظف الدعم الامريكي لصالح جهة على حساب أخرى وأن لا يخدم مساعي طهران واهدافها في صراع النفوذ المحتدم بين الطرفين في المنطقة) …

راسلونا على العناوين الآتية:

http://www.dheyaa-alwakel.com/

 dheyaa_alwakel@yahoo.com

 info@dheyaa-alwakel.com

 

شاهد أيضاً

قراءة (تحليلية) للوضع في المنطقة.. بقلم ضياء الوكيل*

على الرغم من ارتفاع مستوى التوتر والقلق في الشرق الأوسط، وانعكاس ذلك على أسعار النفط والتأمين والأسواق، إلا أن ذلك لا يعني أن الحرب وشيكة في المنطقة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.