متى تقع الثورة الدينية المباركة… بقلم علي السوداني

سنقصّ‭ ‬بمقص‭ ‬العدل‭ ‬والعقل‭ ‬،‭ ‬المئة‭ ‬سنة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬تأريخ‭ ‬الدولة‭ ‬العراقية‭ ‬ومعها‭ ‬دول‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬كلهم‭ ‬،‭ ‬ونحرث‭ ‬بعض‭ ‬الأسئلة‭ ‬الموجعة‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الدين‭ ‬ورجاله‭ ‬وعمائمه‭ ‬ولحاه‭ ‬وآياته‭ ‬وسماحاته‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬صنف‭ ‬ولون‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬نربطها‭ ‬ونشبكها‭ ‬بالزنادقة‭ ‬والهراطقة‭ ‬والسحرة‭ ‬والحكواتيين‭ ‬الذين‭ ‬يدورون‭ ‬على‭ ‬القرى‭ ‬،‭ ‬ويقولون‭ ‬للناس‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يقله‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬وما‭ ‬لم‭ ‬يطلبه‭ ‬محمد‭ ‬،‭ ‬وما‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬منه‭ ‬،‭ ‬الّا‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تعدد‭ ‬التفاسير‭ ‬وتناطح‭ ‬الرؤى‭ ‬وانبعاث‭ ‬عفن‭ ‬التأريخ‭ ‬المندرس‭ ‬الذي‭ ‬صنع‭ ‬قصصاً‭ ‬،‭ ‬جعلها‭ ‬هؤلاء‭ ‬السحرة‭ ‬والدجالين‭ ‬بمقام‭ ‬المقدس‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬جدال‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬قصص‭ ‬مخلوطة‭ ‬بالكذب‭ ‬والتزييد‭ ‬والتنقيص‭ ‬والنفخ‭ ‬العاطفيّ‭ ‬البليد‭ .‬

قلنا‭ ‬وكتبنا‭ ‬غير‭ ‬مرة‭ ‬ومرات‭ ‬،‭ ‬إنّ‭ ‬الأديان‭ ‬كلها‭ ‬سهلة‭ ‬ولا‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬مفسرين‭ ‬ووسائط‭ ‬نقل‭ ‬بين‭ ‬الله‭ ‬وعباده‭ ‬،‭ ‬وان‭ ‬كل‭ ‬أو‭ ‬جلّ‭ ‬ما‭ ‬أتى‭ ‬بعد‭ ‬السنوات‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الثورة‭ ‬المحمدية‭ ‬الذكية‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬زوائد‭ ‬وفوائض‭ ‬كلام‭ ‬أدت‭ ‬الى‭ ‬تفكيك‭ ‬وامراض‭ ‬جوهر‭ ‬الفكرة‭ ‬الأم‭ ‬،‭ ‬فانولدت‭ ‬المذاهب‭ ‬والمدارس‭ ‬،‭ ‬وكثرت‭ ‬التفسيرات‭ ‬،‭ ‬فمات‭ ‬الإسلام‭ ‬الحقيقيّ‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المفسّرين‭ ‬والمؤولين‭ ‬والمجتهدين‭ ‬عن‭ ‬هوى‭ ‬وتجارة‭ ‬وليس‭ ‬عن‭ ‬علم‭ ‬وفهم‭ .‬

ماذا‭ ‬صنع‭ ‬لنا‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬وربما‭ ‬نساؤه‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬دفتر‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والمخترعات‭ ‬المبتكرات‭ ‬المفيدات‭ ‬الرحيمات‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬الطب‭ ‬والهندسة‭ ‬والطائرات‭ ‬والسائرات‭ ‬والماشيات‭ ‬البحر‭ ‬،‭ ‬والكومبيوتر‭ ‬والأنترنيت‭ ‬والفيسبوك‭ ‬وأخوانه‭ ‬بالرضاعة‭ ‬والفن‭ ‬والكتابة‭ ‬والأدب‭ ‬والفلسفة‭ ‬والجمال‭ ‬،‭ ‬وهل‭ ‬نحتاج‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مسجد‭ ‬وصومعة‭ ‬عبادة‭ ‬سوى‭ ‬الى‭ ‬موظف‭ ‬واحد‭ ‬صوته‭ ‬جميل‭ ‬،‭ ‬فيدعو‭ ‬الناس‭ ‬للصلاة‭ ‬وهم‭ ‬يحفظونها‭ ‬عن‭ ‬ظهر‭ ‬قلب‭ ‬وعقل‭ ‬،‭ ‬ويقرأ‭ ‬ويجود‭ ‬ويموسق‭ ‬القرآن‭ ‬البديع‭ ‬بصوته‭ ‬،‭ ‬بمعاونة‭ ‬موظف‭ ‬آخر‭ ‬يحرس‭ ‬الجامع‭ ‬وثالث‭ ‬يشطف‭ ‬وينظف‭ ‬وينظّم‭ ‬المكان‭ ‬؟

جربوا‭ ‬بربكم‭ ‬الذي‭ ‬تعبدون‭ ‬،‭ ‬هذه‭ ‬الوصفة‭ ‬الطبية‭ ‬الشافية‭ ‬الوافية‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬تعالوا‭ ‬واخبروني‭ ‬بعد‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬،‭ ‬عن‭ ‬مباهج‭ ‬ومحاسن‭ ‬وصنائع‭ ‬وراحة‭ ‬وسلام‭ ‬وطمأنينة‭ ‬حياتكم‭ ‬الحرة‭ ‬الجديدة‭ . ‬

صلّوا‭ ‬خمس‭ ‬صلوات‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ . ‬صوموا‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ . ‬حجّوا‭ ‬مشروطية‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬كلفة‭ ‬الحجّ‭ ‬مأخوذة‭ ‬من‭ ‬خبز‭ ‬العائلة‭ ‬الشحيح‭ . ‬اعطوا‭ ‬الفقراء‭ ‬ما‭ ‬تيسّر‭ ‬من‭ ‬فيض‭ ‬مالكم‭ . ‬كونوا‭ ‬مثل‭ ‬الدنيماركيين‭ ‬والنرويجيين‭ ‬والسويسريين‭ ‬والنيوزلنديين‭ ‬،‭ ‬طاهرين‭ ‬متخففين‭ ‬من‭ ‬الكذب‭ ‬والنفاق‭ ‬والرشوة‭ ‬والخيانة‭ ‬،‭ ‬وصفات‭ ‬مرذولة‭ ‬أخرى‭ . ‬لا‭ ‬تنصتوا‭ ‬أبداً‭ ‬إلى‭ ‬ضلالات‭ ‬وقصص‭ ‬وخرافات‭ ‬وزيادات‭ ‬وكلاوات‭ ‬عمائم‭ ‬الشيطان‭ ‬الملونة‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬آدميتكم‭ ‬وجوهر‭ ‬دينكم‭ ‬وربّكم‭ ‬الواحد‭ ‬وعبادتكم‭ ‬الخالصة‭ ‬،‭ ‬لن‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تفاسير‭ ‬الفتنة‭ ‬أو‭ ‬حكايات‭ ‬التـاريخ‭ ‬المندرسة‭ . ‬أحبوا‭ ‬واحترموا‭ ‬جيرانكم‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬دينكم‭ . ‬

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...