لماذا يُستهدَف الحشد الشعبي

لماذا يُستهدَف الحشد الشعبي

ضياء الوكيل// 9 نيسان 2015

مستشار ومتحدث عسكري سابق

تعدّ معركة تحرير تكريت واحدة من أهم المنجزات العسكرية في الحرب ضد داعش ويرجع تفوقها ميدانيا إلى العوامل الآتية:

  1. أظهرت تنسيقا عسكريا عالي المستوى بين فصائل الحشد الشعبي والقوات المسلحة.
  2. تجاوزت السياقات التقليدية في مواجهة نيران القناصة ومعالجة العبوات الناسفة.
  3. استخدمت المناورة والمحاور البديلة في التصدي للأنفاق التي يتنقل عبرها العدو.
  4. وظفت عمليات الصنوف المقاتلة والساندة لخدمة أهداف المعركة بزخم استثنائي.
  5. أظهرت قدرة المقاتل العراقي على استخدام الأسلحة الحديثة واستيعاب تقنياتها.
  6. المعنويات العالية والاندفاع الشجاع والاستعداد العالي للتضحية طبعت الأداء القتالي للقوات المشتركة..

أما سياسيا فإنّ ذلك الانجاز جاء على خلاف الرغبة والتوقيت الأميركي ومشاريعه في المنطقة حيث سبق واعترضت واشنطن على نوايا الحكومة العراقية علنا وعبر الإعلام وأشارت عليها بالتريث في معركة تكريت والموصل حتى استكمال ما وصفته بالاستعدادات والجاهزية أو المجازفة بالنتائج، وهذا ما يفسر التردد والتأخر في تقديم الإسناد الجوي والمعلومات الاستخبارية  للقطعات المشتركة في تحرير المدينة وان جاء لاحقا فإنه لم يكن بالمستوى المطلوب.

وما يحسب تاريخيا لصالح الحكومة العراقية أن قرارها الوطني كان حاسما وحازما في تحديد ساعة الصفر وخوض المعركة..

وتجدر الإشارة هنا الى أن واشنطن سجلت اعتراضا جديدا خلال الساعات الماضية على مشاركة الحشد الشعبي في تحرير الأنبار!!؟؟

وهنا نتوقف أمام تحفظ أمريكي لأسباب سياسية تتعلق بالموقف الإقليمي وصراع النفوذ والمصالح المحتدم مع طهران إضافة الى حالة الترقب والحذر والقلق التي عبّرت عنها دول المنطقة علنا وفي كواليس السياسة..

ولذلك فان المطلوب مرحليا في أقل تقدير هو تشويه صورة النصر المتحقق في تكريت إن لم نقل نسف نتائجه وقيمته الوطنية والعسكرية والمعنوية واستهدافه إعلاميا وسياسيا عبر حملة شرسة ومنظمة استخدمت أساليب مخابراتية لا تقل أهمية في خطورتها عن الحرب نفسها وهذا ما حدث ويحدث وسيحدث لاحقا في مناطق أخرى إن لم تتخذ إجراءات حازمة تنهض بمهمة السيطرة والتصدي للمشاريع المضادة والأجندات المزدوجة وطوابيرها المندسة والمنتشرة في كل مكان.. فهذا النصر عمّد بدماء الشهداء الأبرار وجهاد الأبطال المضحين واعتقد جازما أن قادة الحشد الشعبي لن يسمحوا بتعريضه وسمعة الحشد للتشويه والإساءة والمساس بما تحقق وبصورته الناصعة وقيمته التاريخية الكبيرة..

http://www.dheyaa-alwakel.com/

 

 

شاهد أيضاً

ديوان بغداد.. بقلم ضياء الوكيل*

الحوار حضارة ورقي وثقافة، ودليل وعي وتفاؤل واستقرار..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.