زيارة الحكيم للاردن

ماذا يُريد الأردن؟:
هل يُريد إحياء ( حلف السادة)… أم يُريد تحالف طائفي وسطي؟

بقلم سمير عبيد/
موقع القوة الثالثة

مقدمة مهمة:
في عام 2010 جمعتني الصدفة وعن طريق أطراف ثالثة مع شخصية أردنية رفيعة تعمل بدائرة مهمة للغاية وقريبة من القرار الأردني. وأثناء الحوار شرحت وجهة نظري حول خوفي على بلدي العراق من مخططات قادمة وتختلف عن المخططات التي عشناها، وعرّجت أن يكون الأردن حليفا للعراق في السراء والضراء ولا ينجرف الى الخوف الخليجي غير المبرر بأن هناك شيعة يحكمون العراق وولاءهم لإيران فقط!!…
ثم عرّجت على الأردن فحذرتهم من مخطط ( تقسيم الأردن) بلعبة ( سعودية – أسرائيلية) قد تكون بديلا عن مشروع أسرائيل في الأردن ” مشروع الوطن البديل” لفلسيطني الشتات، وهو المشروع الخطير والذي ربما سينزلق نحو المنطقة السنية في العراق…. وقلت لهم هناك مخطط لتقسيم بلدكم و سيكون الجزء الأضعف للأردنيين الأصليين. وأزدت عندما حذرتهم من دور سعودي خطير بين العشائر الأردنية ودورلتنظيم الإخوان الدولي في الأردن…… هنا أنبهرت الشخصية الأردنية، والتحقت بالنقاش شخصية أخرى ويبدو رفيعة وبجهاز حساس…. حينها لم أتحفظ عندما طالبتهم بالقول ( تقاربوا مع الرئيس بشار الأسد وأن سوريا لن تخسر أمام مخططات قادمة…. بل قلت لهم : هناك شخصيات عراقية لها علاقات قوية مع شخص الرئيس الأسد بإستطاعتها لعب دور في نسج علاقة أردنية سورية خاصة قد تكون نواة لمحور عربي قوي بين دمشق وبغداد وعمان!!)..
فلمست عدم الرغبة لدى الاردنيين. هنا  علق أحدهم قائلا ( ولكن النظام السوري متحالف مع إيران، ويعتبر الرئة الإيرانية في المنطقة!!).فقلت له: ولماذا لا تتقاربوا مع إيران؟ علما أنكم الأقرب الى إيران ؟.. هنا تفاجأ الرجل وقال كيف نحن أقرب الى إيران؟….. أجبته : وهل نسيتم أن الأردن هاشمية ويقودها ملك هاشمي ويُفترض أن يتقارب مع العمامة السوداء في إيران!!! وأردفت : فلماذا لا يتقارب الملك والقيادة الأردنية مع السيد الخامنئي ومن هذا الباب،وأن تعذر عن طريق المرجعية الشيعية في النجف الأشرف، وأن تعذر عن طريق وجهاء “السادة آل هاشم” في العراق………..!!.
هنا زادوا في نقاش هذا الموضوع حينها أتفقنا أن اكتب لهم بحثا مختصرا بهذا الخصوص (( وبالفعل كتبت البحث وأقترحت فيه أن يقوم الملك عبد الله الثاني بزيارة المرجعية الشيعية حول فكرة مؤتمر جمع سادة بني هاشم في العراق والمنطقة وتأسيس رابطة لهم في الوطن العربي ويكون جلالة الملك رئيسها لتصبح أضافة قد تكون حميدة ومفيدة لشعوب المنطقة… ومن بعدها تكون بوابة لزيارة الملك الأردني للمرشد الإيراني مع وفد من هذه الرابطة لتكون بوابة للتقارب مع إيران لكي لا يُحرج الأردن من قبل دول الخليج والغرب وأميركا كونه زارأيران)). وبالفعل أستلموها… وسمعت كلمات الشكر.. وأنقطعت الأخبار والأتصالات كعادة العرب والأنظمة العربية لأن من وجهة نظرهم ( مطربة الحي لا تُطرب). !!!.
السؤال الآن : هل الملك عبد الله الثاني أقتنع أخيرا بفكرتي.. أم هناك أمرا آخر؟
في العام 2005 كنت  في هولندا لبضعة أشهر. وخلال هذه الفترة تعرفت على بعض الأصدقاء من عراقيين وعرب وحتى هولنديين. وذات يوم أستعمت الى عالم روحاني تبين لي بعدها أنه ( هولندي يعيش في أميركا) وهو رجل متخصص بعلم الفلك والروحانيات. فزاد فضولي إسوة بأصدقائي لأعرف عن مستقبل بلدي العراق فقال لنا (( سببقى العراق في فوضى ولسنوات، وسيكون هناك فصلا ببروز قيادات أطفال بأعمارهم وتصرفاتهم، وسيكون لليهود دورا سريا كبيرا في العراق. ولا حل إلا بتنصيب شابة ملكة على العراق. وهي متبقية من سلالة ملكية عراقية. وموجودة في بلد عربي والغرب يعرفها ويرعاها. وسوف يُمهد لها أن تكون ملكة العراق!!)) فالحقيقة صدمت بين أن أصدقه أو أستخف به. وأخذت أبحث وأبحث عن ملامح هذه الشابة أو السيدة فلم أحصل على جواب!!…… ولكن لم أهمل الموضوع ولا زلت أبحث فيه!!.. والسؤال: هل نحن أمام نسمات ملكية قادمة للعراق!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟
وعندما تقارب الأردن وفجأة وبقوة مع إيران ودون أنذار أو موعد دق  الناقوس في رأسي ومكتبي، لا بل دق الناقوس في ذاكرتي.  وفجأة تقارب الأردن مع العراق لتعلن تدريب العشائر، وتشارك في تدريب القطعات العسكرية والأمنية، وتحتضن الكثير من الوجهاء والقيادات العراقية. وتستنفر جيشها على الحدود مع العراق بعد مقتل الطيار الأردني وهو الموضوع المثير للنقاش والجدل، والذهاب لتحجيم الإخوان في الأردن. وفجأة تتقارب الأردن وبقوة مع السيد ( عمار الحكيم) زعيم حزب المجلس الأعلى ورئيس كتلة المواطن البرلمانية. ومن ثم سيستقبل الأردن السيد ( مقتدى الصدر) زعيم التيار الصدري ووراعي كتلة الأحرار في البرلمان العراقي. وهناك معلومات عن تقاطر وجهاء من (السادة بني هاشم) من العراق الى الأردن…. وقالت مصادر مقربة لنا في لندن ( أن هناك لقاء رفيع المستوى قبل أسابيع قد جمع قيادات أردنية هاشمية مع رموز من المرجعية الشيعية في النجف وكان اللقاء في لندن)!!!
مالذي يجري؟
هل هو أحياء لذلك البحث الأفكار التي قدمتها في العام 2010؟
وبالتالي هل نحن أمام مشروع ولادة ( رابطة بني هاشم) في المنطقة وبزعامة الملك الأردني؟
أم نحن أمام تحالف ( شيعي وسطي) ستجمعه الأردن وسينطلق منها لولادة ( محور شيعي – سني / هاشمي)؟
أم نحن أمام ولادة حلف ( السادة آل هاشم – إيران – العراق – الأردن؟)
أم سيكون هذا التحرك بداية لإنطلاق ( حوار عربي – إيراني) بقيادة أردنية يقود لجمع الإيرانيين مع السعوديين والعرب؟
فهل سينجح الأردن في هذا المسعى والذي نؤيده بقوة… خصوصا وأن السياسة الأردنية عٌرفت بالبراغماتية ومنذ سياسات الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله ولا زالت قائمة في زمن الملك عبد الله الثاني…….. علما أن البراغماتية الأردنية كانت ولا زالت تمثل ( خرطوم الأطفاء) ولجميع الحرائق داخل وبجوار الأردن. فالقيادة الأردنية مرنة في وضع الخلافات والإختلافات جانبا أو على الرف عندما تشعر الأردن بالتهديد أو الحاجة للطرف سين أو صاد!!. وهو جوهر الحكمة في القيادة!.
فنعتقد سوف لن تخسر الأردن في جميع الأحوال عندما تعلن الشروع ب ( الحوار العربي – الإيراني). وللأسباب التالية:
1.     أن قبلت السعودية الدعوة وجلست للحوار مع إيران سوف يربح الأردن صداقة الطرفين وعلنا. وسيكون له الفضل بجمع طرفين متنافرين سياسيا وطائفيا.
2.     أن رفضت السعودية الدعوة والجلوس مع الإيرانيين.. هنا سيكون هناك مبرر للأردن لترك السعودية والتقارب مع إيران.
3.     أن نجحت الأردن بجمع الإيرانيين والعرب سوف تؤجل أو تنسف فكرة تأسيس الجيش العربي الذي قوامه 30 ألفا. وأن فشل اللقاء فسيكون هناك مبرر للأردن بعدم الإشتراك بجيش عربي تكون من خلاله الأردن رأس حربة ،فهي لا تريد التصادم مع إيران لأن غاية هذا الجيش هو إيران!!.
4.     علما لن نتوقع أن هناك رفض إيراني لفكرة اللقاء الإيراني – العربي.وبالتالي سيفتح الباب لتفاهامات أردنية – إيرانية. وسوف يفتح الباب لتحريك السياحة الإيرانية نحو مرقد (جعفر الطيار) عليه السلام. والذي سيكون في طراز أخر وحال السماح للإيرانيين بزيادة هذا المرقد.

الخلاصة:
على العراق السهر على تحليل تلك الخطوات، وتلك اللقاءات. وأن لا يغفل لحظة واحدة، وليعرف ما هي غايات وأسباب هذا الأنفتاح الأردني على الزعامات الشيعية وخصوصا الدينية. علما أن العراق بحاجة للأردن وبالعكس.

http://nahrain.wpengine.netdna-cdn.com/wp-content/uploads/%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.