الأمير المختفي: ولي العهد السعودي محمد بن نايف.. أين وإلى أين؟ (بقلم بروس ريدل).. ترجمة علاء البشبيشي

saudi1_4

الأمير المختفي: ولي العهد السعودي محمد بن نايف.. أين وإلى أين؟ بقلم بروس ريدل

بروس ريدل

منذ شغله منصب الرجل الثاني في المملكة، وولي العهد الأمير محمد بن نايف بعيد عن الأنظار بشكل واضح.. فماذا يعني ذلك؟

ليس هناك معيار موحد لسلوك أولياء العهد السعوديين. بل تنوعت كيفية أدائهم لواجباتهم وتصرفاتهم العلنية بشكل كبير: – كان وهج الأميرين فيصل وفهد أكثر بريقًا من الملكين اللذين كانا وليي عهدٍ تحت ولايتهما.

– أما الأمير نايف، والد محمد بن نايف، فكان مريضًا عندما تولى المنصب، وكان غير نشط إلى حد كبير.

– وكان الأمير عبد الله وصيًا فعالات طيلة عشر سنوات بسبب إصابة فهد بجلطة في 1995. لكن عبد الله كان حذرا جدًا في الحفاظ على مكانة فهد كملك.

– وظل ولي العهد الأمير مقرن في منصبة لثلاثة أشهر فقط قبل أن يقوم الملك سلمان بتنحيته، أبريل الماضي، في تغييرٍ غير مسبوق في خط الخلافة.

– وعندما كان الملك سلمان وليا للعهد قبل وفاة الملك عبدالله العام الماضي، قام بسفريات مكثفة لتمثيل المملكة. وخلال عامين فقط، زار اليابان والصين والهند وباكستان وجزر المالديف وفرنسا وعددا من الدول العربية. كان وجه المملكة، رغم الشائعات المستمرة عن حالته الصحية السيئة.

– أما محمد بن نايف فلزم المملكة إلا لزيارة كامب ديفيد.

– وبدلا منه، زار ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان روسيا وفرنسا ومصر والأردن والولايات المتحدة ومصر ومؤخرًا مقر الناتو في بروكسل. وكان الابن الثلاثيني المفضل لدى العاهل السعودي هو صانع الاتفاقات في المملكة. ووجهة الحرب في اليمن. وكانت صورته حاضرة على نطاق واسع.

غياب عن الأحداث البارزة

التزم ولي العهد محمد بن نايف الصمت بشكل ملحوظ خلال بعض الأحداث البارزة. فخلال الأسبوع الماضي، على سبيل المثال، بعث الملك وولي ولي العهد تعازيهما وأعربا عن دعمهما لتركيا بعد الهجوم الإرهابي الكبير الذي ضرب أنقرة. بينما لم يكن اسم محمد بن نايف مدرجًا في الرسائل، على الرغم من أنه المسئول عن ملف مكافحة الإرهاب.

كما أجرى محمد بن سلمان سلسلة مقابلات حول الإصلاحات المقبلة في المملكة، وكان نادرًا ما يذكر اسم ابن عمه. ووفرت مجلة الإيكونومست لمحة عن ولي ولي العهد، وليس عن الرجل الثاني في المملكة.

مشاغل “الداخلية”

أما ولي العهد، فهو مشغول جدا بشؤون منصبه الآخر على رأس وزارة الداخلية:

– فخلال العام الماضي في بيروت، برع جواسيسه في اعتقال العقل المدبر لهجوم الخبر الذي حظي برعاية إيرانية عام 1996 وأودى بحياة 19 عسكريا أمريكيًا.

– وكانت وزارة الداخلية هي التي تولت تنفيذ حكم الإعدام الجماعي بحق المدانيين بالإرهاب مطلع العام الجاري.

– والوزارة ضالعة بشكل عميق في محاربة كلا من تنظيمي الدولة والقاعدة داخل المملكة.

– وكانت مسؤولة عن تأمين موسم الحج في مكة خلال العام الماضي الذي عكَّرت صفوه الحوادث.

تناقض مثير للتكهنات

ولطالما كان ولي العهد رجلا بعيدًا عن الأنظار كما كان والده من قبل. واشتهر في المملكة بنجاته من عدة محاولات اغتيال نفذها تنظيم القاعدة، وليس لمكانته الرفيعة. لكن ربما يكون الابتعاد عن الأنظار هو ببساطة جوهر شخصيته.

بيدَ أن التناقض بين سعيه الهادئ للقيام بواجباته وبروز نجم ابن عمه الأصغر أثار الكثير من التعليقات في الأوساط السعودية.

– فهل ينذر ذلك بتغييرات قادمة؟ وهل يلحق بن نايف بمقرن؟

– في الملكيات المطلقة، تبقى الكلمة الفصل للملك وحده. وإن كان الأمر لا يزال محل تكهنات عالمية. 

( ترجمة علاء البشبيشي)

شاهد أيضاً

الثورة التكنولوجية الجديدة… بقلم عبد المنعم سعيد*

ليس صدفة أن شركات مثل «أمازون» أو «تسيلا» لم تعد تكتفي بالكرة الأرضية، فالأولى بدأت السعي لخلق محطة فضائية على سطح القمر، والأخرى بدأت في إنشاء سفن فضاء للسياحة خارج الأرض بين الكواكب..!!