سمعة دول الجوار!! ( كتابة علي حسين)

كوكب الشرق

سمعة دول الجوار!! ( كتابة علي حسين)
علي حسين علي حسين

كانت الستُّ كما يحب أن يسميها الجميع ، تطلّ على أمة العرب كل ليلة خميس بصوتها التي أثبتت من خلاله أنها علامة من علامات الزمن العربي الجميل  ، فاستبدلناه   اليوم بعصر الشيخ تميم  ودولة قطر العظمى التي  لاتزال تصرّ على أنّ أمن العراق مسؤوليتها ، ولا يهمّ ان تستبدل الزرقاوي بـ”أبو بكر البغدادي ” ما دام  الشيخ القرضاوي مصرّاً  على  ” أن الله وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة يساندون أردوغان”!

كانت لأم كلثوم إمبراطويتها الخاصة ، ومواطنون لا يعرفون أين هم وأين ستضعهم صاحبة الأطلال ، في الحب الذي ينتظرونه أم في الحب الذي مرّ سريعا ” بين ماضٍ من الزمان وآتِ ” ، يتحول الزمن لنصبح رهينة لفتاوى ظلامية ترى في الحب ” عيباً ” وفي اختلاط الطلبة رجساً من عمل الشيطان ،على وزارة التربية ”   الإسلامية ” في العراق الجديد أن تتجنبه ،
في مقدمة لكتاب جديد أقرأه  بعنوان “لماذا نحب” تعيد  كاتبته الانكليزية هلين فيشر ، سؤال شكسبير الشهير ما الحب  ؟  لتكتب  ” ان الخصم الرئيس للمجتمعات هو الكراهية  التي يحاول اصحابها  دفع الإنسان إلى الانزواء بعيدا  ”  
وتخبرنا المؤلفة  ان الشاعر الفرنسي  أراغون وضع  تعريفا للحب بانه سعي محموم للسعادة والألفة  والفرح ، فيما نصرّ نحن اليوم  على ان نرفع شعار “لا للفرح “، ففي عرف أحزابنا ” الاسلاموية ” ، الموسيقى حرام لأنها تثير الغرائز، وسرقة المال العام حلال، لأنها تُنعش النفوس والجيوب، والغناء رجس من عمل الشيطان، والقتل على الهوية أول بشائر الإصلاح ، والفرح مهنة أصحاب الدنيا، ونحن نريد أن نؤسس لثقافة الآخرة، زينة المرأة غواية، وزواجها في سن التاسعة إنجاز يضاف الى سلسلة الإنجازات العظيمة التي تحققت خلال الثلاثة عشر عاماً الماضية  ، الضحك طريق إلى جهنم ، وتقلبات عالية نصيف  طريقنا إلى مستقبل زاهر !
يفترض تشارلز داروين ان الانسان يتشارك مع الحيوانات في الكثير من المشاعر  وان الكثير من الحيوانات ذات الفراء وذات الريش تشارك الإنسان ميزة العشق الرومانتيكي ، لكن واقعنا اليوم يدحض نظرية صاحب اصل الانواع ، لأن هناك نوعا من البشر  لايريد للحب والتسامح ان ينمو على هذه الارض  ، لأنهم كائنات طفيلية لاتشبع من المال  والدم الحرام ، وطباعهم أدنى من طباع أقسى الحيوانات .
أراد سارقوا التغيير ،  تاسيس عراق جديد ،  فأقاموا بدله منه غابة من الطوائف المتقاتلة  ومستنقع كبير الفساد، كان المواطن العراقي يحلم بأن تُصبح البلاد للجميع لا لأبناء “دولة الطوائف “.. كانت الناس تعتقد أن قادتها يخافون الله، ، فإذا بهم يكتشفون أنّ مسؤوليهم وساستهم يخافون على سمعة دول الجوار أكثر.

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...