حوار “الاحذية” والقصف بزجاجات الماء يطغى على المفاوضات اليمنية المتعثرة في جنيف..!!!؟؟؟

 حوار “الاحذية” والقصف بزجاجات الماء يطغى على المفاوضات اليمنية المتعثرة في جنيف.. لماذا هذا “الانحراف” عن ادبيات الحوار؟ ومن المسؤول؟ وما هو المخرج؟ وهل يستحق الشعب اليمني الجائع المحاصر المماطلة في منحه “الهدنة” التي يصلي من اجلها؟

 

حوار الاحذية اليمني 1

كان الحوار بضرب الاحذية وزجاجات المياه هو التطور الابرز في المحادثات بين طرفي الصراع في اليمن التي انطلقت في جنيف برعاية الامم المتحدة يوم الاثنين الماضي، ومن المتوقع ان تنتهي الجمعة، الا اذا تم الاتفاق على تمديدها ليوم آخر.

حادثة رشق الاحذية وقعت عندما قامت صحافية تنتمي الى الحراك الجنوبي، فيما يبدو، بخلع حذائها وقذفه باتجاه السيد حمزة الحوثي رئيس وفد “انصار الله” الحوثي الذي كان يعقد مؤتمرا صحافيا يتحدث فيه عن تطورات المباحثات، وموقف تياره من مسألتي الهدنة المقترحة، وقرار مجلس الامن الدولي رقم 2216، الذي يطالب بالانسحاب من المدن، وتسليم الاسلحة، وبدء حوار مكثف، للتوصل الى حل سياسي للازمة.

التوتر تصاعد عندما انضم ستة اشخاص الى الصحافية اليمنية ونددوا بالتيار الحوثي، واتهموه بنشر الموت والمرض في اليمن، وملوحين في الوقت نفسه بعلم دولة الجنوب التي اندمجت مع الشمال عام 1990، وهنا اشتعلت المعركة، وتطايرات زجاجات الماء ومعها الشتائم والاتهامات قبل ان يتدخل البوليس ويخرج الغاضبين من القاعدة بما فيهم السيدة صاحبة الحذاء.

في ميادين المواجهات على الارض عمل طرفا الازمة على تصعيد العمل العسكري في محاولة لتحقيق مكاسب استباقا لاي اتفاق بوقف اطلاق النار اقترحته الامم المتحدة ومبعوثها اسماعيل ولد الشيخ احمد لمدة اسبوعين، ولكن لم يتم اي اختراق في المفاوضات بسبب تمسك كل طرف بمواقفه المتصلبة.

المؤلم ان تبادل قذف الاحذية وزجاجات الماء كان موضع ترحيب من الكثير من اليمنيين خاصة في الجنوب، حيث بدأ البعض ينظر الى الصحافية التي فجرت الازمة بمبادرتها تلك على انها “بطلة” وطنية، وذهب احد رجال الاعمال الى درجة بدء مزاد لشراء حذاء تلك السيدة، وعرض مبلغا مقداره مليون ريال سعودي.

حوار الاحذية 3

نَصف الحادثة بـ”المؤلمة” لانها تأتي “نشازا” لتراث يمني في الحوار السلمي امتد لاكثر من اربع سنوات، امتنعت طوالها كل الاحزاب والفصائل اليمنية اللجوء الى السلاح، واثارت اعجاب العالم عندما انخرطت في حوار وطني توصل في نهاية المطاف الى اتفاق السلم والشراكة الذي مهد لانتخابات رئاسية وبرلمانية، قبل ان يتم نسف هذا الاتفاق من خلال تقدم التحالف “الحوثي الصالحي” نحو العاصمة صنعاء، ومدن اخرى، مثل عدن وتعز والاستيلاء عليها، واجهزت “عاصفة الحزم” السعودية على هذا الاتفاق،عندما بدأت طائراتها العربية تقصف تجمعات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح، وبني تحتية يمنية، وفرض حصار مشدد على المدن والموانيء والسيطرة التامة على الاجواء اليمنية.

ما كنا نتمنى ان تقدم زميلة صحافية الى اللجوء الى حذائها للتعبير عن وجهة نظرها في خصومها، وما كنا نتمنى ايضا ان يقوم السيد حمزة الحوثي بمجاراتها باعادة قصف الحذاء عليها من فوق المنصة، فاذا كانت الصحافية قد اخطأت، وخرجت عن الاعراف الصحافية المهنية، فكان يجب التحلي بالهدوء، وضبط النفس، وعدم الانجرار الى هذه المصيدة.

التراشق بالاحذية

نعم.. الاجواء مشحونة، والاعصاب منفلته، في ظل وضع مأساوي يعيشه اليمن كله، وسيارات مفخخة تقتل العشرات في المساجد، ويعلن تنظيم “الدولة الاسلامية” مسؤوليته عنها، ولكن هناك فرق كبير بين من هو خارج المسؤولية، وبين من هو على قمتها.

الشعب اليمني يستحق هدنة الاسبوعين حتى يحصل على الحد الادنى من الامدادات الاساسية الغذائية والطبية، ويعالج جرحاه، ويدفن موتاه الذين سقطوا من جراء القصفين الجوي والارضي، والمأمول ان يتوصل المتحاورون تحت مظلة الامم المتحدة بتحقيق رغبته هذه في اسرع وقت ممكن.

“راي اليوم”

 

شاهد أيضاً

أول راتب وذكريات لا تنسى.. بقلم ضياء الوكيل

لا يخلو العراق من أهل الخير والضمائر الحيّة (والحظ والبخت)كما يقال، لكنهم كالقابضون على الجمر في زمن الفساد والفتنة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.