إن كان مشهد العنف المتصاعد في المنطقة، قد بلغ تقاطعات حرجة وحادّة، إلا أن الحرب الشاملة ما زالت مستبعدة، وليست مؤكدة، لكنها تبقى خيارا محتملا وممكنا، إن لم يُنْزَع فتيل التفجير ..!؟

في صراعات الجيل الخامس تلاشت الفوارق بين المدني والعسكري، والأمني والسياسي، والتجاري والاقتصادي والمالي، وحالة الاستنفار والتأهب تشمل الجميع، والكلّ تحت المراقبة والرصد والملاحقة والتجسس، بما فيها حركة الدولار..

جغرافية العالم أصبحت مسطحة، ومنبطحة للطاغوت، لا قمّةَ فيها، ولا قامةَ لأحد، ولم يبقَ للسقوطِ مَتاعٌ كي يسقطَ أكثر.. حتّى الطاعون الأصفر..

الانتخابات فرصة سياسية لالتقاط الأنفاس، ومحاولة على طريق التغيير، والتشبث بمشروع الدولة والمؤسسات والدستور، إن صدقت النوايا والبرامج، واقترن القول بالفعل..

غزّة تعرفكم يا إخوة يوسف، أيّها الخادعون ضمائركم، فعندكم تنتهي كلّ أزمنة الكذب والنفاق، سيخرجُ الذئبُ من الحكاية، ويأكلكم وحداً تلو الآخر، كما أكل فلسطين، وأن كانت أمريكا على يمين العدوان، فأنتم على يمين الإثنين..

والأوصافُ مثل الثلوجِ الرابضةِ عندَ تختِ سليمانْ، أو القبّعاتِ التي تغطي الرؤوس الغائبة، وإن سقطت فلنْ تَجِدَ لظهرِهَا وجهٍ يُذْكَرْ.. مثل الشّيطانِ الأكبر..

ستون عاما خطفنَ مثل البرق في لمح البصر..

كل شيء سيكون رهنا بالتوازنات المستجدة في الشرق الأوسط والخليج، والمنطقة على موعد مع صراعات جديدة، وانقلاب استراتيجي تفرضه موازين القوّة العسكرية التي حشد لها الغرب وامريكا أساطيله، وجنوده، وأمواله، وترسانته العسكرية..

الهجمات التي تستهدف المصالح الأمريكية في العراق والمنطقة هي رسائل تضامن مع الشعب الفلسطيني محمولة على أجنحة النار والغضب، وهي ذات مدلول سياسي وان اتخذت البعد المسلح..

وكلّهم أبصروا الحبال وهي تسعى، كأنها أفعى، وتسحر البصر، فهل ساورت ريبةٌ قلب موسى، وهل خاف من فرعون ذيّاك البشر..